القائمة الرئيسية |
السيرة الذاتية للشيخ بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى صحابته الغر الميامين، ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
ثم أما بعد،
إنه لشرف كبير، وفخر عظيم أن أضع في مدونتي المتواضعة، سيرة ذاتية لعالم جليل، وشيخ مبجل، وأب فاضل، وريحانة الرياحين، وزهرة المحبين، إنه فضيلة الشيخ الكريم، علامة عصره وزمانه، فضيلة الشيخ/ محمد عبد الحكيم القاضي _حفظه الله تعالى ورعاه_ ، فهو الذي إذا ذكرت سيرته أمام العالم والجاهل والكبير والصغير والشاب والكهل والرجل والمرأة ... لم أر أحدًا اختلف على حبه، فالكل يكن له كل الاحترام والتقدير، وهذه من نعم الله تعالى التي قلما تتوفر في شخص ما..
أسأل الله تعالى أن يحفظه ويرعاه، وأن يبارك بعمره وعلمه، وأن ينفعنا بعلمه (آمين).
اقتطفت هذه الكلمات من سؤال أحد الأخوة للشيخ، فأتترككم مع كلام الشيخ عن نفسه، ولعلنا ندرج المزيد إن شاء الله تعالى وقدر
بطاقة تعارف: ........
لعلي أتواصل مع الشيخ قريبًا إن شاء الله، وأطلب من فضيلته أن يكمل لنا سيرته العطرة.
وأحيلكم على صفحات الشيخ بالمنتديات الإسلامية ومواقع الانترنت، وأنصحكم بتتبع مشاركاته وكتاباته لما فيها من الفضل الكبير ..
والله ولى التوفيق ------------------------------------------- اليوم (28-07-2011)، قابلت أحد الأخوة المقربين من الشيخ، عقب درس الشيخ بمسجد الجمعية الشرعية بقريتنا (صفط الخمار)، وسألته عن سيرة الشيخ الذاتية، حتى أحضرها لكم. وفي الحقيقة، أعطاني الأخ هدية قيمة جدًا، وأحالني على موضوع في منتدى طريق الحقيقة، يسأل أعضاء المنتدى الشيخ، والشيخ يجيب.
وهذا رابط الموضوع (حينما يزهو " الروض " ... فيُطلق " سراحه ")
واقتصرت على الأجزاء المتعلقة بحديثنا (سيرة الشيخ)، وجمعت المشاركات التي ذكر فيها الشيخ سيرته، ورحلته مع طلب العلم.
أترككم مع كلام الشيخ:
أما عن حفظ كتاب الله تعالى فقد كان ذلك للأسف على ثلاث مرات .. فبدأت في حفظه عند شيخ القرية في الكتاب وعمري خمس سنوات وذلك في حوالي سنة 1958 (ويلاحظ ان التواريخ هنا بالميلادية لأن هذا هو التقويم المعتمد بمصر وهو الذي أحفظ تواريخي به) قبل بداية الدراسة الابتدائية .. ووصلت إلى ربع يس ، ثم توفي الشيخ رحمه الله فانقطعت عن الكتاب حتى بداية المرحلة الإعدادية حوالي سنة 1965 فأتممت نصف القرآن الكريم ثم انقطعت عن الكتاب رغم انفي بانتقالي إلى المدينة لدراسة المرحلة الثانوية حيث لم تكن في هذه الأيام مدارس ثانوية بالقرى ، بل المدارس الإعدادية نفسها كانت في كل حوالي 15 قرية توجد مدرسة .. ولكن في آخر السنة الثالثة الثانوية قرر شيخنا الشيخ عامر الشريف الذي حفظنا على يديه الموطأ وشرحه وقرأناه عليه وشرحه لنا قرر ألا يحضر دروسه الخاصة إلا متم خاتم للقرآن فاضطررت إلى ختمه في العطلة بين الثانية والثالثة الثانويتين . فهذه ثلاث مراحل حفظت فيها القرآن الكريم ..
وأما الدراسة :
الحمد لله تلقيت العلم في جامعات مصر فحصلت على الليسانس في اللغة العربية في كلية الآداب .. بمصر .. سنة 1975 ثم أكملت الدراسات العليا بكية دار العلوم .. وحصلت على دبلوم في اللغات الشرقية (اللغة العبرية) من الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، سنة 1979 .. ثم دبلوم المخطوطات العربية وتحقيق التراث من جامعة المنيا .
أما عن المشايخ فلعلي أذكر بعضهم ، فقد تلقيت العلم منذ بداية معرفتي بالدنيا وذلك بفضل حضور والدي مجالس العلم المتواضعة التي كانت في بلدي (قريتي) وكنت أذهب معه وأنا صغير ثم أحببتها ونشأت عليها .. فحضرت وأنا صبي دروس الشيوخ في التفسير والفقه الحنفي فواصلت مع الشيخ الأزهري الشيخ إسماعيل كحيل رحمه الله تفسير ابن كثير وذلك في أيام الابتدائية والإعدادية وقد بلغ بنا آخر سورة الانشراح حتى قوله : (وإلى ربك فارغب) ورغب إلى ربه فمات من ليلته .. وحضرت دروس الفقه المالكي بعد ذلك في المدينة التي درست فيها الثانوية فقرئ الموطأ على الشيخ عامر الشريف أحد علماء بلدنا في هذه الأيام سنة 1967 وما بعدها .. وشرحه لنا على المذهب المالكي وكان إماما في فقه مالك يومئذ .. ثم التقيت بشيخنا الذي جمع بين الفقه المالكي والحنبلي في الثاني والثالث الثانوي فقرأنا عليه رسالة ابن أبي زيد القيرواني المشهورة وكتاب إعلام الموقعين لابن القيم وكذلك كتاب السنن والمبتدعات والإبداع في مضار الابتداع مع أدلتهما ونقد ما يستوجب النقد فيهما .. وراجعنا القرآن على حفص عليه .. وعلى يديه تعلمت إعراب القرآن الكريم إذ كان كل يوم بعد الفجر يعطينا درسا في إعراب السورة التي قرأ بها في الصلاة وكان يطيل القراءة ، بل كان يدربنا أحيانا على إعراب ما يعرف قدرتنا عليه من الآيات أو الكلمات .. وما فرق بيننا إلا انتقالي إلى المحافظة التي درست فيها دراستي الجامعية فلقيت الشيخ محيي الدين الخرشي وهو من نسل الخرشي صاحب شرح خليل المشهور في الفقه المالكي فدرسنا عليه شرح خليل وجملة من علوم العقيدة على طريقة الأشاعرة .. وبعض علوم القرآن حيث درسنا كتاب الزرقاني (مناهل العرفان في علوم القرآن) .. وجودت القرآن على رواية حفص على يد الشيخ المتقن أنور عبد الولي رحمه الله وأجزت في حفص منه وهي الإجازة الوحيدة التي أعتز بها ..وهذا عام 1970 م ..
(وللعلم فلم تكن حرية العلم وكثرة دور القرآن بهذه الصورة التي نراها الآن بعد ما يسمى بالصحوة ، ففضل الله علينا الآن كبير والحمد لله ولكن لو حكيت لكم كيف كنا نستتر بالذهاب لبعض المشايخ لضحكتم) لكن ولله الحمد لم يكن يتصدى للعلم إلا أهله في الغالب ولا كان يمكن أن يقرئ القرآن إلا متقن أو مجاز ، بل المجاز لم يكن يقرئ إلا تحت سمع وبصر المشهور بالإتقان ولكن الآن الحال كما ترون لا كما تسمعون ..
(هذا ما أذكره من شيوخ في هذه الفترة وقد كان الشيخ عزيزا وشروط لقائه بالطلاب صعبة ..
في فترة الجامعة التقيت بشيوخ كثيرين بعضهم لا يحضرني وبعضهم يمنعني مانع من ذكره .. ولكن حصلت على الليسانس سنة 1975 وكنت مهتما بالسنة وعلوم الحديث أثر رؤيا رأيتها في السنة الثانية بالجامعة وأولها لي أستاذ مادة الحديث بأنني أطلب علم الحديث وأبرز فيه .. هذا على حد تعبيره .. ولم يكن لهذه الرغبة موقع في مدينتي التي درست فيها بالجامعة ولذلك منذ تخرجت بدأت أبحث عن طلب الحديث وشيوخه بمصر وكانت مصر كغيرها تهتم بعلوم الفقه من جهة التقليد للمذاهب إلا أني لقيت من يعلمني الحديث وأقرأ عليه كتبه أو أسمعها عليه .. وهو الشيخ ألحافظ أبو الفضل عبد الله بن الصديق الغماري الفاسي شيخ المغاربة وقرأت عليه سنن أبي داود كله ومعظم السنن الأربعة خصوصا الترمذي وأجازنا فيها كما قرئ عليه بعض مختصر البخاري للزبيدي وبعض مختصر مسلم للمنذري وجزء الحكم من الإحكام للآمدي في الأصول ... وكان الشيخ قد ترك المالكي إلى الشافعي بناء على توجيه والده (ومن المعروف ان الشيخ كان بينه وبين العلامة الألباني مساجلات حديثية وخلافات).. ثم توفي الشيخ عام 1993 بالمغرب وكان غادر مصر قبلها بسنوات فلزمت الشيخ العالم الأصولي الفقيه محمد نجيب المطيعي وكان يلقي دروسه الخاصة بطلاب العلم بمدينة الطلبة بين الدراسة والعباسية فصحبته من 1978 إلى أواخر عام 1980 ولو قدرت أن أبقى بعدها لبقيت .. ولكن قدر الله أن ينهي دروسه لظروف سياسية (وقد ساف بعدها إلى السعودية وتوفي بالمدينة المنورة ودفن بالبيع ولدي رسالة نادرة منه إلى الشيخ القدرة عبد العزيز بن باز رحمه الله).. وقد حضرت دروسه في قراءة كتاب المجموع للنووي وهو موسوعة فقهية لا تقارن .. مع النَّفَس الفقهي والأصولي للشيخ وهو الذي أكمل كتاب المجموع لأن النووي توفي قبل إتمامه فشرع السبكي في إتمامه ولم يتمه ثم أتمه شيخنا المطيعي فكنا نسميه : صاحب تكملة المجموع شرح المهذب ..
الذي آلمني ومازال يؤلمني أنني رغم مقدار مشايخي عندي إلا أنني لم يتيسر لي شيخ من أهل الحديث أطلب عنده العلم فكلهم من أشعري أو صوفي إلا شيخي الجليل الشيخ أحمد كحيل فهو الذي كان على السنة وهو الذي صبغ حياتي كلها بحب السنة وغرس في نفسي حب الحديث وأهله وطلبه وكان ذلك في فترة الثانوية وقد تحدثت عن دروسه ولكن تفرقت عنه بمجرد إنهائي مرحلة الثانوية ولم أقض اللبانة منه .. فظل حب الحديث وأهله والسنة وأهلها حتى التقيت بالشيخ الألباني في مصر مرة واحدة في عام وكانت محاضرته حول أهمية السنة ومنزلتها من القرآن من تخصيص لعام القرآن وتقييد لمجمله .. الخ .. فأحسست بروح جديد يسري بين حنايا قلبي رغم أني لم ألتق به بعد ذلك ...
ومنذ 1981 انقطعت صلتي بالشيوخ متعلما منهم واتصلت بالإخوان نتواصل بالعلم معا تدريسا وتبادلا للفائدة .... إلا أني كنت كل عام أنقطع في رمضان انقطاعا تاما العشر الأول لشيوخ المسجد النبوي والباقي لشيوخ المسجد الحرام ...
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .. فهذا دأبي القليل ومحصولي الضعيف من طلب العلم وقلة حيلتي فيه .. ولا أقدر أن أختم بدون الدعاء لوالدي الكريم رحمه الله الذي لم يبخل علي في طلب العلم بشيء مهما كان بل تركني أسافر في ظروف كان يحتاجني فيها بل كان يخاف علي من غوائل كثيرة فجزاه الله عني خير الجزاء ....
بعض النصائح التي أحس بقصور من الطلاب فيها وهي :
1- لزوم الشيوخ : فالشيخ يختصر المسافات وكم عانيت من عدم وجود الشيخ في فترات من عمري .. والشيخ الموثوق درة ومرشد ومعلم ومربٍّ لذا فلا يصلح أن يطلب العلم بغير مرشد إلا في حال الاضطرار ..
2- أعظم ما يفرط فيه الطالب تخصيص وقت محدد للطلب : فنجد الطالب يجعل طلب العلم من موضوعات وقت الفراغ .. ولا يحترم وقت طلبه للعلم الذي يفرغه لهذا الأمر فإذا جاءه في هذا الوقت ضيف استقبله وهش له .. وكذلك إذا اتصل عليه أحد أخوانه وأصحابه يريد مقابلته فيه لم يعتذر له بأنه مشغول وهذا من فرط امتهان الطلاب لوقت الطلب هذا إن حددوه والكثير لا يحدد وقتا معينا وإنما يترك هذا الأمر لظروف الوقت .. فمن كانت هذه همته فليس بطالب وإن ادعى ذلك وحلف عليه ..
ولكن اجعل لك وقتا كالدوام الرسمي واهم ، لا يقترب منك فيه مخلوق .. وأصف بالك في هذا الوقت من كل الشواغل ..
3- هناك خطان مهمان جربت فائدتهما في الطلب وعانيت من مغبة التفريط فيهما .. وهما :
خط التخصص .. فاختر علما تجد نفسك قوي الصلة به عظيم الاهتمام والنشاط في طلبه فاطلبه .. ولا تكلف نفسك طلب ما يصعب عليك في أول مراحل الطلب حتى لا تسأم ولا تقلد أحدا في ذلك فإن لكل نفس طاقات خاصة لا يستحب أن تتعلق بها غيرها إلا على سبيل التنشيط حتى لا يحصل التثبيط ..
ثم خط المشاركة .. ولعلكم تقرؤون في بعض التراجم قول المترجم : وكانت له مشاركة في العلوم .. ومعناه وجود قدر من الإلمام بالعلوم المختلفة للحاجة إليها ولمعرفة كيف البحث فيها إن احتجت بعد بلوغك موقعا في العلم فلا تكسل عن ذلك ...
4- تقسيم الوقت بين الحفظ والفهم والمراجعة لهذين .. وهذا من أهم المهمات فليس العلم مجرد ملء الجوف بالأشياء والمسائل ولكنه الفقه .. وكذلك آفة العلم عدم مراجعته وحياته مذاكرته ..
وفي كل ذلك آثار كثيرة عن السلف والعلماء ... لعله يتسع الوقت والمكان في المنتدى لإيراد شيء منها في وقت لاحق إن شاء الله ..
واذكر قول أبي يوسف تلميذ الإمام أبي حنيفة : " العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك ، وهو - إذ تعطيه كلك - من إعطائك البعض على غرر".
وقد كنت حررت في (النصيحة الوفية) موضعا في هذا الشأن أنقله لكم هنا ولكن لعلي عدلت فيه أشياء في النسخة المطبوعة لكن لا يوجد في هذه النسخة التي عندي الآن هنا فأكتفي بإيراده للتذكير ...
قلت فيها :
ما كتبته في (النصيحة الوفية لطالب العلوم الشرعية) في هذا الباب ... (باب علم الفقه وآداب الطـــــــلب) :
قلت :
فالزم-أخي-الشـيـوخ والـدروســاً ولا تـــمـــل عــنــدهــم جــلــوســاً
فـعـنــدهــم تــحــصِّــل الــفــوائــدا وتُــحـــرز الـمـقـاصــد الـفــرائــدا
واحفـظ متـون العلـم أول الطـلـب وزودن نــفــســك لـلـعــلــم الأدب
والشيـخ فـي هــذا الـزمـان نــادر لـكـنــه يـحــظــى بـــــه الـمـثـابــر
فاعزم-فـديـت-أن تـلاقـي مـرشـداً ذا هــمـــة، ذا تــقـــى، مـــســـدداً
فــإن لقـيـتـه فـقــع تـحــت الـقــدم وســـدد الـعــزم وشـمــر الـهـمــم
وأحــســن اسـتـمـاعـه واســألــه لــكــن تـلـطــف ثَــــم، لا تـــــملله
لا خـيــر فـــي عــلــم بـغـيــر أدب أو فــــي دراســـــات بـغــيــر دأب
فاصبر علي التحصيل والمدارسة وحـــاول الـتـدريـب والمـمـارسـة
وحــــاذرن إن شـكـلــت قـضــيــة أن تـتـرك البـحـث إلــى التسـويـة
فالـعـلـم لا يـعـطـي إذا لـــم يـأخــذ والذهـن لا يـفـري إذا لــم يُشـحـذ
علـيـك إن شـئـت بـلــوغ إلاربـــة مـن درســك العلم-كفـيـت السُّـبَّـة
َّبــأن تـشـوب العـلـم بالـوقـار فــإنـــه تـــــاج لـــــذي الـمــقــدار
ولازم الــطــاعــات والــنــوافـــلا ولا تــكـــن مـفــرطــا أو غــافـــلاً
وداوم الــتــوبــة كــــــل وقـــــــت يكفـيـك رب الـكـون شــر المـقـت
واذكــر كـلامـاً لـلإمـام الشافـعـي أن الــعــلــوم هـــبـــة لـلــطــائــع
وللمـعـاصـي أثـــر فـــي الـحـفــظ من أسوأ الآثـار، فاحفـظ وعظـي
أفــرغ-إذا مـــا قـمــت للـمـذاكـرة ذهنـك مـن شغـل ومـن مـسـاوره
واجعل بكور الصبح كسب القـوت ولـيـسـيــر الــنــفــل و الــقــنــوت
حـتـى إذا مـــا جـــاءت القيـلـولـة فالـنـوم فـيـهـا أفـضــل الفضـيـلـة
وراجــــع الـعـشــي مــــا كـتـبـتــا ودارســـن صـحـبـك مـــا وعـيـتـا
أمـا الـذي بـعـد العـشـاء الآخــرة فالدرس و التحصيل، لا المناظـرة
فـإن أتـاك الليـل فاسـكـن سـاعـة إلــى جمـيـل الـذكـر والـضـراعـة
وارغـــب إلـــى مـــودة الـرحـيــم ورتــلــن مـــــن آيـــــه الـكــريــم
ثــم ارجـعـن إلـــى دروس الـعـلـم مــذاكــراً، أو فـاهـجـعـن لـلـنــوم
تـقـم إلــى الفـجـر نشـيـطـاً طـيـبـا وتستـقـي الـعـلـم غـزيــراً صـيـبـاً
وخـض بـحـار واحــد عـلـي حــده مــــن الـعـلــوم بـاحـثــاً مــجــوده
فاعـلـم حـــدوده، ومـيــز هيـكـلـه وادرس قضـايـاه، وحــل مشكـلـة
وشــاركــن بــعــد، ولا تـقـصــرن أو فـتـعـرف ثَـــمَّ حـتــى- تـعـرفـن
لا تجهلن ما اسطعت علماً جائـزاً ولــو عـمـومـات، وحـــدا مـائــزا
فـــــإن جـهـلـتــه فـــــلا تـحــقــره هـــذا سـلــوك ســـيء، فــاحــذره
ولا َتـنـقَّــص طـالـبــاً أو عـالــمــاً فيـه، وكـن بالقسـط دومـا حاكـمـا
وزيــــن الـعـلــم بــتــاج الـعــمــل فــإن فـــي هـــذا بـلــوغَ الـمـنـزل
والـعـلــم إمــــا حــجــة لـلـعـامــل أو كُــبَّـــة للمـسـتـهـيـن الـغــافــل
هل نشأت في بيئة علم وأدب؟؟ وما دور والديك في ذلك؟؟
أقول : رحم الله والدي كما ربياني صغيرا .. فلعلي أحس أنهما من النوادر في حثي على العلم وإنفاقهما علي فيه في وقت كان الذي يطلب العلم ينظر إليه على أنه ................... من الأوصاف التي (تودي في داهية) .. وفي وقت كان الحصول على الجنيه معجزة (حيث حدثت في بعض البلاد ثورات على أصحاب الغنى بدعوى أنهم حصلوا عليه من دم الشعب !!! ولكن كان المراد التشفي ممن أعطاهم الله والحسد عليهم فشرعوا قوانين تجرد الأغنياء مما عندهم وتتركهم أحيانا لا شيء عندهم تحت ستار الإصلاح .... !!) ولذلك نشأ أفراد عائلتي بعد هذه الأمور عصاميين وكان النظر إليهم في كل شيء والمتابعة لهم .. ومع ذلك فقد وقف الوالدان رحمهما الله معي في كل خطوة صالحة من خطوات حياتي ولم يبخلوا علي بشيء أبدا .. بل لم يكونوا يعدون ذلك منقبة من مناقبهم وإنما هو مجرد تشجيع لي على الطريق الذي اخترته .. فأذكر أني رجعت البيت مرة متأخرا جدا بعد درس علم كان في مكان بعيد والمواصلات كانت في تلك الأيام صعبة جدا فطرقت الباب في ساعة متأخرة فزجرني والدي وقال نام عندك ... قلت : فين أنام .. قال : في الجنينة تحت أي شجرة ونام ... فجاءت أمي تقول له : يا أخي إحنا وهبناه للعلم اتركه يدخل .. فضحك بشدة وقال لها : لا تكذبي إحنا ما وهبناه ؟.. هو اللي وهب نفسه .. احنا بس ساعدناه على اللي اختاره .. وفتحوا لي الباب محذرين إياي من التأخر علشان أسباب أخرى غير البرد .. )
ووالدي هو الذي كان يصطحبني لمجالس العلم صغيرا معه ودفعني إلى الكتاب .. ويسمع أبيات الشعر التي أكتبها في المعلمين الذين أحبهم من أساتذتي أو اتندر فيها ببعض الأشياء .. ويوجهني وفي المرحلة الإعدادية قال لي أستاذ العربية أنت تحتاج تدرس علم اسمه العروض علشان تزن الشعر .. وقال لي على كتاب فذكرت ذلك لوالدي فذهب إلى رجل أزهري اسمه الشيخ عبد الحي رحمه الله وسأله فقال : هو عندي تشتريه؟؟ فاشتراه لي بقفطان كان عنده .. طبعا تعرفون القفطان ؟؟؟ فرحمهما الله رحمة واسعة)
هل تكتب القصيدة أم هي تكتبك؟؟ بمعنى هل إذا جاء في بالك فكرة معينة كتبت فيها أم هي تأتيك بلا استئذان؟؟
بصراحة هي تشرئب لتكتبني .. وكنت أسمح لها في شبابي بان تكتبني .. لكن الآن القصيدة تأتي لتكتبني فاكتبها إن شئت وأدعها ترحل إن شئت ... الآن تغير الحال فأنا تغزوني المشاعر دائما وفي كل حين .. لكن لا تتمكن مني بقوة أن تكتبني وإنما أحيانا أرفض الكتابة من أينا أو لا أستطيعها لظروف أخرى ... هناك أمور قهرية كثيرة أصبحت تتحكم في استجابتي لمشاعري أو للقصيدة الغازية ... والله المستعان...
وهل لك ديوان مطبوع؟؟ يجمع إبداعك؟؟
طبع لي ديوان بعنوان : وقفة على أطلال التاريخ ... في بيروت .. وجاءتني منه نسخة ... ثم قال لي الناشر إنه صودر .. ورأيته بعدها في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة .. نسخ قليلة ولم أره بعد ذلك .. ولآن عرضت علي دور أن أنشر بعض اشعري ولعل ذلك يحدث فقد اخترت بعض القصائد وضمنتها ديوان صغير سميته : وافته المنية .. لكن اهتمامي ليس في الشعر فهناك قضايا ينوء بها الشعر ولا يصلح لها إلا همم علمية وفكرية وعزائم قوية ...
هذا ما من الله به علينا من سيرة الشيخ محمد عبد الحكيم القاضي، عسى الله أن ييسر لنا جميع المزيد J.
وبإذن الله، سنحاول تتبع دروس الشيخ الصوتية وتوفيرها لكم، فتابعونا. |