خليفة رسول الله؟!

سألني أحد إخواني الليلة: هل تقول في (فلان) إنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟فضحكت.قال: أنا لما سمعت كده من أحد إخواننا ينقل عنك ضحكت أيضا مثلك.اقال: يعني لم يخرج منك هذا اللفظ؟قلت: لم يخرج .. ولا يخرج أصلا.قال: ده الأخ أقسم أنه سمعها منك.فتبسمت وسكت

إخواني الأحبابكنت بدأت مجموعة من التأصيلات العلمية الضرورية هنا على الصفحة لقضايا كثيرة تحتاج إلى إعادة القراءة على ضوء مفاهيم السلف وطريقة العلماء الذين لم يكن لديهم هوى في شيء ولا مصلحة في شيء ولا خوف من شيء.ةولكن: جاء هذا السؤال الذي يحمل هذا الاتهام فآثرت دفعه عني حتى لا ينساق ناس وراء ما يفترى علي في هذا الأمر وفي غيره. وليس مجرد دفاع عن نفسي. فقد سئمت أخبار مجالس الغيبة واللَّت والعجن ... ولكن أردت تنبيها لإخواني وتحذيرهم أن ينساقوا وراء الكلام المرسل الذي لا خطم له ولا أزِمَّة.ةوعشان نرتاح:أنا لا أرى أحدا ينبغي أن يحمل هذا اللقب إلا الصديق عبدالله بن عثمان أبا بكر رضي الله عنه وعن والديه وأبنائه جميعا؛ فهو الذي اجتمعت الأمة على تسميته خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الخطابي في معالم السنن (3/ 6): "حتى أحكموا أمر البيعة ونصبوا أبا بكر إماما وخليفة وكانوا يسمونه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم طول عمره".وحتى عمر رضي الله عنه ما بدئ بتسميته خليفة رسول الله، وإنما قيل له أولا خليفة خليفة رسول الله. ثم سمي بعدُ أمير المؤمنين) ولذلك سبب سنذكره في موضع آخر إن شاءالله.(وكنت قرأت في بعض المصادر أن عمر كان يكتب في أول خلافته: من عمر خليفة رسول الله. لكن لم أجد لهذا توثيقا في بقية المصادر).ة--____--ةلكن أجاز الفقهاء أن يتسمي بها الإمام لأنه في موضع النيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الدين.وهذا أورده فقط لأن الموضع ليس موضع استدلال عليه أو توجيه أو انتقاد له.

أما من حيث الاستحقاق فلا أرى أحدا يستحق هذا اللقب إلا صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ومن سار سيرتهم لم يحد عنها أنملة لأنه شان كبير لا ينبغي صرفه لمن هب ودب من الأئمة والسلاطين .وقد كنت أجبت على سؤال منذ نحو عام على الخاص في هذا الصدد، وكان من ردي كما نسخته من الخاص:(03/09/2015العائذ بالله: (إلا أنني لا أقول إنه خليفة رسول الله .. نعم .. لكنه خليفة بالمعنى الشرعي العام. ولم يلتزم من قال إنه خليفة وجوب أن يستحق كونه خليفة رسول الله)؟ةوزدت في إجابة لنفس السؤال من شخص آخر: (26/01/2016العائذ بالله: (ليس في هذه الأيام من يستحق لقب خليغة رسول الله أو حتى شرف الخلافة. ولا أطلقه على أحد ابدا ما بلغ هذا الرجل. ولو جرى على لساني هذا الاصطلاح فيكون نادرا وفي أمر علمي بحت اما شرح لبعض أقوال الفقهاء أو توجيه له أو أرُدُّ به على من جلس يسأل .. وليس أقوله ابتداء فيكفي المرء أن يعرف أنه أميره واجب عليه طاعته حرام عليه الخروج عليه. لكن هذا الاصطلاح متعلق بمسائل دقيقة يكون التباحث فيها بين الطلبة المميزين وبتأصيل علمي واضح وعل هدي أئمة العلم والسنة).°قلت: وهذا ما أسير عليه الآن. فلنتابعه عسانا نصل إلى الخير بدلا من التعجين والتهجين.وفقنا الله وهدانا إلى الحق قولا وعملا وسلوكا.

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=576460852536188&id=100005168344685