من معالم المنهج المبارك
ة=====ة=====ة
ة
من سمات منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تعظيمهم للحديث النبوي الشريف،
"إذا صح الحديث عن رسول الله فهو مذهبي" مقولة تدل على غاية الانتماء "فهو مذهبي" ولم يقل "فعليه مذهبي".
"أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن كتبك؟" إنكار يدل على غاية الاعتزاز بحديث النبي الكريم.
"ما أرى العذاب إلاَّ سينزل عليك؛ أقول: قال رسول الله. وتقول: قال أبو بكر وعمر؟". شدة في التمسك بالحديث وإن خالف كبار الرجال.
(مع الإشارة إلى أن هذا الموضع – وهو موضع متعة الحج - فيه خلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم. وإنما أوردت لفظ ابن عباس استشهادا بالعبارة فقط).
ة
هذا خلاصة المنهج المبارك لأهل السنة في تعظيم السنة.
ة===ة
ة
ويقابله منهج أهل الأهواء والبدع فهم يردون السنة الشريفة بكل طريق، ومنها:
1- طريق التأويل المانع من المعنى. ولو اقتصر التأويل على حديث أو احاديث لمشى في العقل ولم ينكره النقل. وإنما التأويل عندهم منهج ثابت وأصل راسخ. فلا يكاد شيء من كلام النبي صلى الله عليه وسلم يكون له معنى.
وهذه طريقة الأشاعرة في الجملة.
ة
2- طريق رد أكثر السنة:
فاما المعتزلة فإنهم قرروا أن الأحاديث لا يحتج بها لأنها رواها آحاد الناس فلا يؤمن خطؤهم. وهذا تعميم قادهم إليهم جهلهم الفاضح بطرقرواية الأحاديث ومنهجية رواتها ونقادها.
وأما الأشعرية فاشترطوا التواتر وادعوه في بعض القاضايا تخلصا من سبة الإنكار، وتميعا بين الحق والباطل.
والبديل عند هؤلاء هو العقل لأنهم يأمنونه ولا يأمنون رواية العدول من الصحابة ومن بعدهم.
ة
3- طريق فصل الأمة عن السنة فصلا تاما: وذلك بوضع القواعد الباطلة التي مؤداها التشكيك في السنة جملة وإبعاد الأمة عنها وتبغيضهم فيها.
ومن هؤلاء الروافض والخوارج. وسبيلهم في هذا أنهم جرحوا الصحابة وهم نقلة السنة قولا وعملا وسلوكا.
فكفرت الخوارج أكثر الصحابة.
ومن بقي منهم بمعزل عن تكفير الخوارج كالشيخين الجليلين أبي بكر وعمر كفرته الرافضة وسبَّته وحاولت إسقاطه بكل الطرق.
كما أن الرافضة زادت أصلا في المصطلح وهو أنه لا يتحتم أن يكون الصحابة كلهم عدولا، بل منهم الفاسق ومنهم الظالم الجائر ومنهم المرتد الكافر!
وهكذا كانت خطتهم الإبليسية لفصل السنة عن شعور الأمة ووعيها، وعن عقيدتها وشريعتها.
ولكن ... هيهيات ... فقد انتشرت السنة وامتلأت الأرض بالمحدثين والنقاد ومجالس التحديث والدرس.
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)