إنما أشكو بثي
فضيلة الشيخ المحدث محمد عبد الحكيم القاضي
قلت له
أنا قلت له: أنت مستودع شكواي ..
أشكو بثي وحزني إليك.
وقد وكلت أمري إليك
وجعلت كل حاجتي لديك.
***
قال تعالى:
(( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ* قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ))
تولى يعقوب عليه السلام عنهم وأقبل بوجهه وقلبه على الله ليشكو إليه بثه وجزنه .. فبدت الكلمة فظنوا أنه يجهر بالشكوى.. فلاموه.
فأعلن لهم أنه لا يشكو إليهم وإنما يشكو يثه وحزنه إلى الله .. لسبب واحد .. هو أنه يعلم من الله "أن رؤيا يوسف أنها صدق وأن الله لا بد أن يظهرها وينجزها. وقال العوفي عن ابن عباس: { وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } (1) أعلم أن رؤيا يوسف صادقة، وأني سوف أسجد له". [تفسير ابن كثير - 4/ 406]
لقد كظم يعقوب عليه السلام حزنه ولم يبده لأحد بدليل قوله تعالى (فَهُوَ كَظِيمٌ ) قال الشوكاني في فتح القدير - (ج 4 / ص 64):
"{ فَهُوَ كَظِيمٌ } أي : مكظوم ، فإن معناه : أنه مملوء من الحزن ممسك له لا يبثه ، ومنه كظم الغيظ وهو إخفاؤه ، فالمكظوم المسدود عليه طريق حزنه ، من كظم السقاء : إذا سدّه على ما فيه ، والكظم بفتح الظاء . مخرج النفس ، يقال : أخذ بأكظامه ، وقيل : الكظيم بمعنى الكاظم / أي : المشتمل على حزنه ، الممسك له".
....
وجعل حاجته إلى الله قال ((إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ))
.....
وأنا أعلم من الله ما يعلمه هو سبحانه من علمي به ..
أعلم من الله ما لا استطيع ان اعبر عنه..
أعلم من الله ما أعجز عن وصفه..
فليكن في صدري
***
قال يعقوب عليه السلام : (( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ))
...
قلت له: تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب.